يوميات طالب فاشل

[center]أصحى ياد يا فاشل.. فاضل علي امتحانك يومين ونايم لي لحد الظهر..قوم يا متشرد --**
. كانت هذه هي عباره الصباح التى بدأت بها يومى والتى ألقتها والدتى الحبيبه فى رقة ودلا
غير عادى كي استيقظ من نومى... و لقد آتت العباره ثمارها بحق!! فلقد هببت من فراشى
كمن لدغه حنش او عضه كلب مسعور وصرخت كالحامل فى الشهر التاسع.
هى الساعه كام؟!.. نظرت لي امى بنظره دراكولا(الحانيه)قبل ان تصيح بصوت اسمع الحى اللى بعدنا.
الساعه واحده يا عين امك.. فركت عيناى وكاننى لا اصدق اننى نمت مثل هذه المده ثم اسرعت الى الحمام وغسلت وجهى
و توضأت وصليت ثم تناولت افطارى بسرعة البرق قبل ان اتجه الي حجره المذاكره لابدأ. و بالفعل كانت هذه هي البدايه..فلأول مره منذ بدء النصف الثانى من العام الدراسى افتح مادة الشريعه والمقرر ان ادخل امتحانها بعد يومين فقط
!!.. ولكن لأني شاب مكافح و لا اعرف المستحيل - تماما" كرجل المستحيل
-
فقد قررت ان انهى هذه الماده خلال يومين مهما كانت الظروف ..
أى كما يقولون ان اقطع الكتب تقطيعا"!! و بمنتهى الحماس فتحت درج المكتب و اخرجت كتب
الشريعه و.....يا ليله كوبيا و مطينه بطين .. اننى اكتشفت اليوم ان هناك كتابين يخصان هذه الماده
وان اجمالى عدد صفحات الكتابين يبلغ الف و خمسمائه صفحه ... فللأسف الشديد منذ اشترى لى
والدى الكتب في بدايه الدراسة وهى في مكانها محتفظة بجمالها و رونقها و نظافتها
!!.. فعلى الرغم من ان والدى غير متعلم (جاهل يعنى) الا انه اصر علي ان يشترى بنفسه الكتب
الخاصه بى خوفا" من النصب الدولي الذى يقوم به الطلاب على آباؤهم عندما يطلبون اثمان الكتب..
فالكتاب ابو عشرين جنيه يصبح ثمنه خمسين و ستين جنيه!!....وربما مائة جنيه.... لكن والدي العزيز صاحب الخبرة تفادى مثل هذه النصبه التى كانت ستقع بالتأكيد بمنته
الخبره و العقل...المهم اننى قررت ألا يوقفنى شئ وقلت بينى وبين نفسى: برضه هأخلصك
... ذوق عافيه هاخلصك. وبحماس جارف ومنقطع النظير فتحت الكتاب الاول وبدأت اقرأ....... واقرأ....... واقرأ
........ ثلاث ساعات كامله ظللت جالسا في مكانى كتمثال من الشمع اذاكر بجد و اجتهاد
...... وفي تمام الساعه الرابعه و النصف عصرا" غمغمت في ارهاق:- اهو كده..الواحد حس انه ذاكر
بصحيح...وبالفعل كانت محصلتى رائعه فى هذا اليوم..........خمس صفحات كامله انهيتها في الكتاب!!!.. خمس صفحات من الف و خمسمائة!!.. نهضت من مجلسى وانا انظر في اعجاب و فخر (شديدين) للخمس صفحات التى انتهيت
منها قبل ان اقول : - ولايهمك يا ابو علاء.. بكره هتخلص الباقى.. قلتها واتجهت الى فراشى و..لم اشعر بنفسى الا فى صباح اليوم التالى....
كان اليوم التالى يوم حاسم ومهم للغايه لذا فلم انتظر امى كى توقظنى من النوم على المقطوعه المعتادة واستيقظت وحدى مبكرا" جدا" فى ذلك اليوم فى الثانيه عشر ظهرا"!!.. هل ترون كم انا مكافح؟؟
!!!.. وكل العادة بعد تناول الافطار اتجهت الى حجرة المذاكرة واغلقت على نفسى الباب ثم
جلست اكمل العمل الشاق الذى بدأته بالامس
!!.. ولقد طال الوقت المخصص للمذاكرة بحق فى هذا اليوم... فها هى ساعة تمر.. وثانية... وثالثة... ورابعة
... وفى النهاية وبعد ان كدت اصاب بانهيار عصبى من كثرة المذاكرة وجدت نفسى قد انتهيت
من عشرين صفحة من الكتاب..بالاضافه الى الخمس صفحات التى ذاكرتها بالامس فيصبح
المجموع خمس و عشرون صفحه بالتمام و الكمال.... فى الاحوال العاديه كنت على يقين من اننى سأقيم حفلا قوميا لاننى ذاكرت خمس و عشرون صفحه.. لكن المصيبه الكبرى ان الامتحان كان فى اليوم التالى
........... و هذه الصفحات التى ذاكرتها توجد فى اول الكتاب و التى غالبا مالا تاتى فيها اى اسئله.. و كانت بالطبع كارثه......وبكل المقايس
... فالامتحان غدا و انا لا افقه شئ عن اى شئ فى هذه الماده
.. و هنا وجدت سؤال يطرح نفسه بالحاح ممل على ساحه افكاري...."ماذا ستفعل يا علاء؟
!.. ده انت شايل مادتين في النصف الاول, ولو شلت لاماده دى كمان هتعيد السنه,ده غير ان سعادتك
ابيض في كل المواد اللى جايه
..." وطبعا لم تكن المشكله تكمن فى كونى ساعيد السنه ام لا فهذا في كلية ككليتى يكسبني الكثير من الخبرة و الدقه
.. و لكن المصيبه كلها تكمن فى والدى (الذى يعمل جزارا)...فهو فى اقل الحالات هيعلقنى مكان العجل البتلو ويبيع منى بالكيلو
.... وعندئذ تخيلت ابى و هو يتجه نحوى(بوجهه الملائكى) حاملا الساطور و...لا...مستحيل
... مستحيل ان ادع الامور تصل الى هذا الحد
... و اتخذت على نفسى عهدا فى هذه اللحظه
.... انا السنه دى ناجح ناجح...بالذوق بالعافيه ناجح
... توجهت على الفور الى التليفون وطلبت رقم واحده من اعز اصدقائى فى الجامعه..(نها
)... او كما ادلعها(نها عضمه)...و نها عضمه معى ايضا فى لجنه امتحان واحدة...سمعت الجرس
المتصل لحظات قبل ان يرد على والدها قائلا فى عدوانيه لم اعرف لها مثيل. -ايوه...مين؟
كنت فى الواقع شارد الذهن و انا اتحدث لذا فقد اجبت بسرعه و دون وعى
: -انا علاء ....عضمة موجودة؟... اخترق صوته طبله اذنى و افاقنى من شرودى و هو يصيح: -عضمه مين يابن ال....؟
انتفضت من ثباتى و تنحنحت قبل ان اقول فى حرج:
سورى يا اونكل..قصدى (نها)هنا؟
بدأ يهدأ قليلا قبل ان يجيب
: -ايوة استنى لحظه
سمعته ينادى عليها و يقول بصفاقه
: -نها....فى واد اسمه علاء عايزك عالتليفون
.. وبعد ربع ساعه كامله من الانتظار على التليفون ارتفع صوتها و هى تهتف فى مرح
: -ايوة....ازيك يا علاء؟
... هتفت فى غضب
: -كل دى لطعه على التليفون يا عضمه يا بنت ام عضمه؟
.. -مش هتبطل بقى قله الادب دى يا علاء؟؟!! ايه عضمه دى يا اخى؟
! -بدلعك...ايه فى حاجه؟
.. ثم استدركت فى سرعه: -لكن سيبك من الكلام دة دلوقت و قولى لى :انت خلصتى الشريعه؟.. سمعت صوت اللطمه و هى تصرخ
: -يا نهار اسود!!..خلصت ايه يا علاء؟! دة انا حتى ماجبتش الكتب
. سألتها فى قلق: -ما جبتيش الكتب؟!امال فلوسها راحت فين؟!.. اجابت ملتاعه: -ما انت عارف يا علاء البنات و التزامتهم
.. هربت الدماء من وجهى قبل ان اجيب
: ايوه ياختى..عارفها قوى .. لكن و بعدين؟هنعمل ايه؟انا ما ذكرتش حاجه خالص. ارتفع صراخها مع قولها
: -يا لهوى..ده انا كنت معتمده عليك. قلت فى حنق شديد
: -وزين ما اخترتى يا روح ماما على العموم انا هاحاول اجيب حاجه من هنا ولا هنا ولو جبت هبقى اتصل..
وهكذا لم يسفر اتصالى ب(نها عضمه) عن اى شئ لذا فقد انتقلت للمحاوله الثانيه و فى
تمام الساعه السابعه مساء كنت امام منزل صديقى تامر او توتى كما نناديه و لقد دخلت مباشرة
في الموضوع قائلا في قلق شديد
: -انا ابيض فى الشريعه يا توتى
-انا كمان شرحك
-وهنعمل ايه
-مافيش غير حل واحد سالته فى لهفه شديدة
: -الحقنى بيه.. -اسبقنى دلوقت على قهوة كولح..انت عارفها طبعا؟
! -طبعا..
-ربع ساعه و هالحق بيك ماشى؟ و بالفعل بعد ربع ساعه و بدقه يحسد عليها جاء توتى الى قهوة كولح حيث اصطحبنى
الى منزل احد اصدقاؤه الموجودين معنا في الكليه
وجلسنا جميعا استعدادا للمذاكره
.. ولم اقصد ب(جميعا)هذة توتى و انا و صديقه..ففى الواقع كنا ثلاثون طالبا
!!!! و كا يقول الاباء يجب ان نقطع الكتب تقطيع فقد فعلناها حقا هذة المرة
فقمنا بتقطيع الكتابين الى اجزاء ضغيرة تم توزيعها على الجميع و الكل ذاكر الجزء اللى
معاه و بعدين
.... و بعدين بدأت البرشمه!!..نعم كان هذا هو الحل الوحيد ...البرشام
!! و لقد استمر الحال هكذا حتى الصباح ولكننا انتهينا من عمل برشام لجميع المواضيع الهامه و المتوقعه....
ثم ذهبت الى الكليه و دخلنا اللجنه و انا بتطوح كمن شرب زجاجتين دوا كحة
.. و لقد نظرت الى نها عضمه في توسل ولكن ماذا يمكنى ان افعل لها ثم استلمت ورقه الاسئلة و
... وفى الواقع انا ما كنتش عارف الالف من كوز الذرة و عود القصب و لكن البرشام عمل احلى شغل
.. و هكذا مر اليوم الاول من الامتحانات فى سلام و بدون مشاكل بعد ان اكتشفنا ان مساله البرشمة
هى افضل وسيلة للاجابه على اجدع امتحان و لقد رفعت شعارات
" البرشام و لا بديل عن البرشام"..."ذاكر البرشام وروح نام
".. ولقد استمر هذا الوضع هكذا فى المادتين التاليتين و نحن لانزال نرفع تلك الشعارات ثم جاء الموعد
مع المادة الرابعة وقبل الاخيرة و لقد كانت مادة سهلة نوعا ما و كما هى العادة اجتمعنا
نحن الثلاثين طالبا و اخذنا نعمل فى جد و نشاط لبرشمه اكبر كمية من الموضوعات و.... هنا تحدث واحد من اخوانا صاحب الخبرة و الذى قضى خمس سنوات كامله فى الفرقه
الثالثة ولم يخرج منها بعد:-بقول ايه يا رجاله...الماده دى بتاعتى بالصلى على النبي... سألت:
-يعنى ايه بتاعتك يا استاذى؟!.. =ما تفتح مخك معايا يا حلاوة...بتاعتى يعنى انا اللى هاحدد المواضيع اللى جايه فى الامتحان!!؟
كان من الواضح ان ثقته بنفسه كبيره فهو راسب فى هذة الماده خمس سنوات متتاليه
و كانت سنتنا هى السادسه لذا فلم يشك واحد فينا فى قدرته على تحديد الموضوعات
المتوقعه فى الامتحان..لذا فقد قمنا بعمل براشيم للموضوعات التى حددها الاخ(عبده) ثم
ذهبت الى الامتحان وانا مطمئن تماما من نجاحى فى هذه المادة...بل و ربما تحدث
الفاجعه و احصل على تقدير
... فالبرشام هذة المرة كان معمولا بضمير
!!.. جلست انتظر ورقه الاسئله فى هدوء و ثقه احسد عليهما و عندما وصلت امسكتها
بثقه و على شفتاى ابتسامة واثقه ثم بدأت اقرأ و....ليلتك اسود من شعر راسك
يا (عبده) فأمامى أربع أسئلة كامله لم يكن منها اى سؤال من اللى حددهم ابن الحلال
و بالطبع لم يكن للبرشام اى فائده و بالتالى لم يكن لوجودى هو الاخر اى فائده
و لكننى قررت البقاء عسى ان يأتى الفرج
... و فى خبث سألتنى نها عضمة
: علاء....انت عارف حاجه؟
! قلت فى غضب
: و انا لو عارف هأقعد كدة برضه يا بنتى
.. سألت فى قلق
: وبعدين؟!! اتهدى شوية يمكن نغش لنا كلمتين من اى حد..نظر لى المراقب فى شراسه كى اتوقف عن الكلام و لكن هذا لم يمنعنى من النظر للزملاء حولى و........ بسم الله ما شاء الله.......ولا واحد ماسك القلم ,الكل قاعد و كأنه فى ميتم سيدى ابو سرير
...... لا.... لحظه.....هناك طالب ماسك القلم و نازل دح و لحسن الحظ انه قاعد جنبى فسألته: انت بتكتب ايه؟؟
!! رد و يده لا تتوقف
: بحل طبعا
. سألته ببلاهه و دهشه
: يعنى انت عارف حاجه؟؟؟
!! هز رأسه بأستخفاف قبل ان يجيب
: امال انا جاى العب صلح!!؟
قلت فى لهفه
: يبقى لازم تقولى اى حاجه
انا هاسيب الورقه قريبه منك وأنت حاول تلقط اى حاجه
قلت فى فرحه غامرة
: باشا....باشا انت يا باشا
يتبع

قلتها ثم بدأت اقرأ ما يكتبه ثم انقله بسرعه رهيبه و
..... وبعد خمس دقائق نظرت الى ما كتبته و اعدت قرائته
..... "القانون الرومانى بدأ فى عصر حببيبى يا نور العين يا ساكن خيالى" "و لقد مر فى فترة حكمه بسحرانى ليل و نهار آه مالهوى و منها" "ولقد انتهى بسبب غلطه ندمان عليها" و...[وهكذا كل ما كتبته..كلمتين فى المضمون و الباقى اغانى
.. سألته مبهوتا: ايه ده يا جعر؟!! قال لى
: يا عم الف اى حاجه.. اهم شئ انك تملى كراسه الاجابه
قلت و قد فقدت اخر امل: يبقى ضمنا نشيل المادة و السنه كلها بضمان الايزو 9005 فى اللحظه التاليه مباشره لهذا الحوار دخل عميد الكليه الى اللجنه و....... وظبط طالب بيغش من البرشام
و هنا قامت الدنيا و لم تقعد و قرر العميد عمل محضر غش للطالب و حرمانه من دخول باقى الامتحانات و تهديد و توعيد و...... لكن هذا الطالب لم ينتظر ......يبدو انه اصيب بحاله من الجنون المفاجئ فوجدناه يتجه
نحو النافذة و
...... و القى بنفسه من الدور الرابع!!!!!!!!! و أحكلكم بعدين بقة
منقوووول

شكرا على الموضوع

العفو و شكرا على المرور

ههههههههههههههههههههههههههههههههههه قصة رائعة جدا وضحكة
شكرا على الموضوع المميز وانتى دايما مواضيعك مميزة وحلوة اوى اوى

عفواً
هاد من زوئك